اخر الاخبار : «نادية» تعول أبناءها من صميم إبداعها بالسجاد اليدوي: «باشتغل بإحساسي» – تحقيقات وملفات

اهلا بكم في موقع المصدر 7 الاخبارى

بينما يقبع النساجون داخل غرف المركز المتراصة على جانبى الطرقة المائلة ينغمسون فى لوحاتهم، تجلس السيدة نادية محمد، 61 عاماً، بجلبابها الأسود الريفى أمام النول البسيط الذى تتدلى عليه طبقتان من «السدى»، وهو قطن مصرى 100%، لتبدأ بحرفية وسرعة شديدة تمرير خيوط الصوف الملونة بالعرض تارة من وراء طبقة السدى الأمامية، وتارة أخرى من وراء الطبقة الخلفية، على أن تمسك بين اللحظة والأخرى بـ«المشط»، وهو أداة حديدية مُسننة، تستخدمها فى الطَّرق على خيوط الصوف العرضية لتضغطها كى تشتد اللوحة وتزداد إحكاماً.

ووسط انهماك «نادية» فى العمل، يصدح صوت فريد الأطرش ليملأ أرجاء الغرفة طرباً وهو يغنى «متحرمش العمر منك»، تنسج خيوط الصوف والقطن على النول من أمامها وتشكل لوحة فنية رسمتها فى خيالها، وبينما تتحرك يداها بخفة بين الخيوط، روت «نادية» لـ«الوطن» تفاصيل عِشرتها الطويلة مع النول، موضحة أنها أتت إلى مركز المهندس رمسيس ويصا وهى فى الـ11 من عمرها، ليبدأ من حينها عهدها مع صناعة السجاد يدوياً باستخدام خيوط النسيج: «كنت باجى مع بنت خالتى وأقعد جنبها وهى بتشتغل علشان أتعلم، وبعدها بدأوا يِدونى حتة صغيرة أتعلم فيها».

وجدت السيدة الستينية غايتها فى فن النسيج، كونه لا يُحد من تفكيرها أو خيالها، فلا أحد يملى عليها العمل فى لوحة فنية إلا عقلها: «أنا بشتغل بإحساسى وفى الآخر بلاقى اللوحة طِلعت أحلى حاجة»، تروى «نادية» جانباً من ظروفها المعيشية: «عندى 3 ولاد وجوزى متوفى والنسيج هو مصدر دخلى، والحمد لله موفّر لى حياة كريمة.. أنا عمرى وروحى وحياتى فى الشغل ده»، أكثر ما يُعجب «نادية» فى عمل السجاد اليدوى أنه يأخذها بعيداً عن أى أفكار سلبية تزعجها فى وقت ما، ويساعدها كذلك على الوصول لحالة الصفاء والهدوء الذهنى: «الأجانب بيحبوا يشوفوا شغلنا ودايماً بيجولنا المركز، وزمان سافرت معرض فى إنجلترا افتتحته الأميرة ديانا وكانت مبهورة جداً بالشغل، ووقتها استمر لمدة شهر لفينا به فى دول كتير». دائماً ما تميل «نادية» إلى تشغيل إذاعة القرآن الكريم، وفى أحيان أخرى تستمتع إلى أغانى الزمن الجميل أثناء العمل.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More