اخر الاخبار : مصطفى الكيلاني يكتب: السيناريو.. سبب نجاح موسم رمضان 2024 – كتاب الرأي

اهلا بكم في موقع المصدر 7 الاخبارى

السيناريو الجيد هو سبب نجاح أى عمل فنى، وطوال سنوات تم تجاهل الكتابة لصالح النجم، وتصدَّر المشهد «ترزى» الحكايات لصالح الممثل الأول، والسبب فى ذلك هو المنظومة الإنتاجية التى رفعت سقف طلبات النجم لمرحلة جعلت بعضهم يظن نفسه فوق العمل الفنى وفوق الجمهور، وأصبحت مهمة الكاتب فقط أن يكتب المشاهد حسب طلب النجم، وليس حسب ما تحتاجه الفكرة والصراع الدرامى، فيخرج العمل مختلقاً وضائعاً.

ولا شك أن موسم رمضان 2024 شهد نجاحاً كبيراً للعديد من المسلسلات، ولا يمكن إنكار دور السيناريو القوى فى تحقيق هذا النجاح. فالقصة الجيدة هى حجر الأساس الذى يُبنى عليه العمل الفنى بأكمله، وهى التى تجذب المشاهدين وتجعلهم يتابعون بشغف.

ابتعدت العديد من المسلسلات فى رمضان هذا العام عن القصص التقليدية والمكررة، وقدّمت أفكاراً جديدة ومبتكرة، سواء فى نوعية القصة أو طريقة السرد. وتنوّعت الأعمال بين الدراما الاجتماعية، والكوميديا، والتشويق، الفانتازيا التاريخية، مما أتاح للمشاهدين اختيار ما يناسب أذواقهم.

وتوافر لتلك السيناريوهات فضيلتان هما الواقعية والعمق، فقد تناولت بعض المسلسلات قضايا اجتماعية مهمة، مما جعلها قريبة من المشاهدين ومؤثرة فيهم، مثل «بدون سابق إنذار»، وكذلك «كامل العدد +1»، وحتى الكوميديا فى «بابا جه».

وتميزت العديد من المسلسلات بشخصيات قوية ومركبة، لها أبعاد نفسية واجتماعية واضحة. تفاعل المشاهدون مع هذه الشخصيات وتأثروا بقصصها، مثل حسن الصباح فى «الحشاشين»، والزوجة التى تبحث عن حقها فى حياة صحية فى الكوميديا السوداء «لحضة غضب»، ، وحتى فى مسلسلات الأطفال مثل «يحيى وكنوز» و«نورة». ونجحت العديد من المسلسلات فى بناء حبكة مشوقة تجذب المشاهدين وتحافظ على اهتمامهم حتى الحلقة الأخيرة، وهو ما حدث فى «بدون سابق إنذار» و«جودر»، ومعظم مسلسلات هذا الموسم.

ولعب الحوار دوراً مهماً فى نجاح العديد من المسلسلات، حيث تميَّز بالواقعية والبساطة والقوة فى بعض الأحيان، وأوضح مثال على ذلك مسلسل الفانتازيا التاريخية «جودر».

التميز الواضح فى مسلسلات رمضان 2024 كان سببه الرئيسى هو وجود عمل كامل متكامل على الورق قبل البدء فى المراحل التالية إنتاجياً، فعادت دورة العمل إلى طبيعتها، والتى تبدأ من وجود السيناريو، فالمخرج، فباقى فريق العمل فالأبطال، وبذلك مرت دورة الإنتاج فى مسارها الطبيعى.

واستطاع الممثل أن يعرف تطور الشخصية بالكامل، ولم يحدث مثلما كان سابقاً من أن يعرف الممثل مشاهده قبل التصوير مباشرة، وهو لا يعرف المشهد السابق أو المشهد التالى لشخصيته، وتنطفئ ملامح الشخصية الدرامية بسبب أن الممثل لم يكن عالماً بتطوراتها داخل الحدث الدرامى، وفى نفس الوقت يستطيع فريق العمل، من أزياء وديكور وتصوير، العمل فى بيئة صحية، فهم لديهم كافة تفاصيل المشاهد والشخصيات، وكذلك أماكن التصوير، فيسهل عليهم وقتها الإبداع وإظهار قدراتهم ومواهبهم.

ولم يكن ذلك وليد اللحظة، فهو تم بعد قراءة جيدة لما حدث سابقاً، وتطوير للنجاحات ومراجعة للأخطاء، فكانت النتيجة موسماً هو الأفضل من وجهة نظرى منذ سنوات، وذلك بسبب استخدام منصة واتش إت كحجر أساس لخلق مساحة لإظهار أفكار متطورة، فكان «ريفو» و«بالطو» و«حالة خاصة»، وحالة اختبار لشباب جدد، قدّموا أفكاراً طازجة أثبتت نجاحها رغم وجودها على منصة ناشئة، ورغم ضعف الدعاية لها، ومعظمها كانت دعاية لاحقة للنجاح، وأظن أن ذلك كان مقصوداً لاختبار السوق ومراجعة جيدة للقائمين على الإنتاج لفهم تطورات السوق ورغبات المشاهدين.

واعتماد الإنتاج فى مصر على فتح مساحة لكُتاب جدد، مع آخرين أصحاب تجارب، ومع إعطائهم مساحة من الحرية فى الكتابة وطرح أشكال جديدة للسرد، قدّم للموسم مسلسلات أظنها ستأخذ حقها فى المشاهدة أكثر بعد رمضان مثل «لحظة غضب» و«بدون سابق إنذار»، والتى نافست وسط أعمال ونجوم يمتلكون حصة قوية من المشاهدة، مثل «الحشاشين» و«جودر»، لدرجة أن الطفل سليم يوسف يصبح «تريند» منافساً لنجم مثل كريم عبدالعزيز يقدم أحد أهم أدواره، وينافس كذلك أعمالاً ونجوماً قدّموا أفضل نسخة منهم هذا العام، لهو نجاح يجب الإشادة به، والبحث عن أسبابه.

فى النهاية، ثراء هذا الموسم ونجاح كل هؤلاء النجوم فى تقديم أدوار ستظل فى الذاكرة لسنوات طوال سببه الأول هو اختيار سيناريوهات قوية، قدّمت أفكاراً فتحت الباب لنقاش وبحث من مشاهدين عاديين وليس من مختصين فقط، والأهم أن دورة الإنتاج عادت لطبيعتها، وهو السبيل الوحيد للنجاح

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More