الحضارة الميتانية تاريخها ومتي سقطت

الحضارة الميتانية

تعتبر الحضارة الميتانية أحد حضارات بلاد الرافدين، إلا أنها من الحضارات القديمة والمنسية، حتى أن العلماء لم يجدوا الكثير من الآثار أو السجلات التاريخية التي تدل على الحضارة الميتانية، أو ثقافة الحضارة الميتانية، أو معتقدات شعب الحضارة الميتانية.

لكن تم العثور على بعض الآثار والدلائل التي تؤكد وجود الحضارة الميتانية، ومن أبرزها:

  • المراسلات بين ملوك مملكة ميتاني وملك آشور ومصر، والتي تُعرف بـ رسائل العمارنة.
  • معاهدة خطية مكتوبة بين ميتاني والحثيين.
  • أقدم دليل لتدريب الخيول في العالم.

أغلب الآثار والعلامات التي تم العثور عليها تدل على ازدهار المملكة الميتانية في مرحلة ما خلال حكمها، علمًا أنها حكمت بين 1500 قبل الميلاد وحتى 1240 قبل الميلاد، ويعتقد أن المملكة الميتانية في عام 1350 قبل الميلاد كانت في أقوى مراحلها، ليتم ضمها إلى مجموعة القوى العظمى في المنطقة في ذلك الوقت مثل المملكة المصرية، وبابل، وآشور، ومملكة حاتي.

تاريخ الحضارة الميتانية

يرجع أصل الميتانيين حسب معتقدات المؤرخين إلى أنهم إيرانيون هنديون مهاجرون أو هنديون آريون، والذين قد سكنوا بلاد الرافدين لأول مرة، وذلك حين كانوا في الأصل أعضاء في قبائل آرية استقرت في الهند، إلا أنهم انفصلوا عنها وهاجروا إلى بلاد الرافدين، واستقروا بين الشعوب الحورية وأسسوا مملكة ميتاني، وكانت بالبداية عبارة عن عدة ممالك ودول صغيرة، ونصبّوا أنفسهم الطبقة الحاكمة وأطلقوا على أنفسهم لقب “ماريانو”

قد حكم الميتانيون المنطقة بين شمال نهري دجلة والفرات بين عامي 1475 و 1275 قبل الميلاد، توسعت المملكة الميتانية  من كركوك وجبال زاغروس في الشرق حتى آشور، ومن ثم توسعت إلى البحر الأبيض المتوسط في الغرب، وكانت عاصمة الميتانيين تُدعى “واشوكاني”، وهي بلدة تقع على منابع الخابور (أحد روافد نهر الفرات)، و مكنت طبيعة الأراضي الخصبة و الهطولات المطرية العالية، سكان المنطقة من إنتاج زراعي جيد، وتربية الأبقار، والخراف، والماعز، واشتهرت التجارة بشكل كبير في الحضارة الميتانية.

سقوط الحضارة الميتانية

سقطت الحضارة الميتانية في القرن 14 قبل الميلاد تقريبًا، وذلك بسبب كثرة النزاعات بين ملوك ميتاني، وعلى يد الدولة الآشورية؛ حيث أضعفت غارات الملك الآشوري آشور أوباليت الأول مملكة ميتاني، مما جعلها فريسة سهلة للحثيين، ومن ثم استولى عليها الملك سوبيلوليوما الأول، وقام بترحيل عدد كبير من سكان ميتاني، بعدها استولى الملك الآشوري أداد نيراري الأول على المنطقة، ومجددًا قام بترحيل عدد كبير من السكان الميتانيين، واستمرت الغزوات والفتوحات على الحضارة الميتانية حتى سقطت الحضارة الميتانية.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More