اخبار الامارات اليوم : القوات المسلحة الأميركية غير مرحب بها في الموانئ والأجواء اليابانية

اهلا بكم في موقع المصدر 7 الاخبارى

وصلت المدمرة البحرية الأميركية «يو أس أس رافائيل بيرالتا» إلى جزيرة إيشيغاكي الواقعة بين جزيرة أوكيناوا اليابانية وتايوان، لكنها لم تكن موضع ترحيب. ورفضت السلطات المحلية منحها إذن الرسوّ في الجزيرة، بذريعة أن المياه ليست عميقة بما يكفي كي تبحر فيها المدمرة. لكنها وافقت في ما بعد، إلا أن نقابة عمال الرصيف المحلية أضربت احتجاجاً على زيارة السفينة، ولكن حكومة جزيرة أوكيناوا المحلية عارضت هذه الزيارة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها السفن الحربية الأميركية المتاعب لدخول الموانئ اليابانية المدنية.

وإذا وضعنا في الاعتبار أن اليابان تعد الحليف الأقوى ارتباطاً بالولايات المتحدة، فإنها تسير على خطى واشنطن نفسها وتوافقها في المواقف مهما كانت، كما أن الولايات المتحدة ملزمة أيضاً بالدفاع عن اليابان، وهو التزامها منذ عام 1960 عندما تم التوقيع على المعاهدة الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان. فما أسباب هذا الجفاء إزاء القوات المسلحة الأميركية لدى دخولها الموانئ اليابانية؟

لدى الجيش الأميركي متطلبات تشغيلية للحفاظ على الردع، والقتال للدفاع عن اليابان، إذا لزم الأمر، لكن هذا يتعارض مع المعارضة المحلية للأنشطة العسكرية، بل وحتى مع خصم أكثر قوة، وهو ما يسمى «عبء الأعمال». ويعد الحادث الذي وقع في جزيرة إيشيغاكي انعكاساً لذلك، لكن لماذا يحتاج الجيش الأميركي إلى الدخول إلى الموانئ اليابانية؟

وفي الحقيقة، فإن الأميركيين لا يرسلون سفنهم إلى إيشيغاكي والموانئ اليابانية الأخرى كي يواجهوا المتاعب، وإنما من أجل القيام بدفاع فعال، لهذا يريد الجيش الأميركي الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الموانئ. ومن المهم استخدامها في ما يسمى «المرحلة صفر»، وهي التي تمثّل وقت السلم، أو على الأقل، قبل بدء استخدام القوة النارية.

ويساعد ذلك في جعل الجيش أكثر دراية بالموقع والبيئة التي يتحرك ويعمل فيها (بما في ذلك السكان المحليون) بدلاً من اكتشاف الأمور بسرعة بمجرد حدوث المشكلات، وهي قضية معروفة بالنسبة للتدريبات العسكرية، وينطبق الأمر ذاته على لعبة البيسبول، وحتى على عازفي موسيقى الأوركسترا.

وبالطبع، فإن وجود مزيد من المنافذ للتحرك، والمناورة منها، يجعلك هدفاً أكثر صعوبة للأعداء، فهو يمنحك احتمالات أفضل للنجاة من ضربة على قاعدتك الرئيسة، الأمر الذي يساعدك على البقاء قادراً على العمل والتحرك لفترة أطول. وهذه نقطة ضعف واضحة بالنسبة للقوات البحرية الأميركية في اليابان، التي تعمل الآن انطلاقاً من عدد صغير من القواعد، لهذا فإنها تعد أهدافاً سهلة للصواريخ الصينية.

الموضوع لا يقتصر على الموانئ والقوات البحرية الأميركية فقط، إذ تواجه وحدات القوات الجوية والبحرية المشكلة ذاتها، والمتمثلة في التركيز المبالغ فيه على عدد صغير من المرافق.

وتمتلك اليابان – التي أفرطت في البناء خلال فترة الفورة الاقتصادية في البلاد – مائة مطار مدني، لكن معظمها غير مستغل بالقدر الكافي. وينبغي على اليابانيين أن يفتحوا هذه المطارات في وجه الطائرات العسكرية الأميركية الهادفة إلى الدفاع عن اليابان، وكذلك لقوات الدفاع الذاتي اليابانية التي تعمل لفرض قوة اليابان وحمايتها، لهذا يجب على الأميركيين أن يثيروا هذا الأمر ويستفسروا عن الأسباب.

أسباب سياسية لزيارات السفن

ثمة أسباب سياسية تنطوي على استخدام سفن البحرية الأميركية للموانئ البحرية اليابانية في نانسي شوتو (وهي مجموعة من الجزر تقع في جنوب اليابان وتعرف بسلسلة ريوكيو)، وأماكن أخرى في اليابان.

وبموجب اتفاقية وضع القوات الأميركية اليابانية الموقّعة بين البلدين، فإن اليابان ملتزمة بالسماح للقوات الأميركية بدخول الموانئ والمطارات اليابانية.

ولكن الأميركيين – ولعقود مضت – لم يمارسوا هذه الحقوق بصورة شاملة، كما ينبغي لهم، ويبدو أن هذا الحق قد أفل ولم يعد فعّالاً.

ومن المهم أن يتجاوز الأميركيون حالة ضبط النفس التي فرضوها على أنفسهم، من حيث القيام بما هو ضروري لحماية اليابان، وهم بحاجة إلى زيادة احتمالات النجاح والبقاء.

ويعد الخروج والتجول واستخدام منافذ مثل ميناء جزيرة إيشيغاكي أمراً مهماً لتحقيق سابقة، فضلاً عن إظهار أن كلا البلدين سيلتزم بالتزاماته بموجب المعاهدة بينهما، وينبغي أن تكون هذه الزيارات في أجزاء عدة من اليابان.

وبالطبع، ثمة توازن ضروري بين الحساسية المحلية، والقيام بما هو ضروري لحماية اليابان، لكن الأمور تغيرت كثيراً في الاتجاه الخطأ على مر السنين، ولم تتراجع إلى الشكل الطبيعي بما فيه الكفاية.

وتم تحقيق تقدم حتى الآن، كما يتضح من تدريبات «القبضة الحديدية التي انتهت أخيراً في سلسلة جزر نانسي شوتو جنوب اليابان». وتضمن التدريبات بين مشاة البحرية الأميركية والقوات البحرية اليابانية، الهبوط على جزيرة أوكينورابو الواقعة في منتصف الطريق بين أوكيناوا وكيوشو، والتي تعد الجزيرة الرئيسة في أقصى جنوب اليابان.

ولم يكن هذا الأمر ممكناً قبل بضع سنوات، بسبب المعارضة المحلية والحساسية المفرطة للحكومة المركزية.

ويعد ذلك تحسناً تدريجياً، لكن يقال إنه لاتزال هناك بعض العوائق، على مستويات الحكومات المحلية والمركزية، بما فيها دوائر وزارة الدفاع اليابانية.

المعارضة اليابانية

بعض المعارضة اليابانية كانت مبدئية، كما أن المواطنين يعارضون جميع أشكال العمليات العسكرية. وبالنظر إلى التجارب المرعبة التي عاشتها اليابان في الحرب العالمية الثانية، فإن هذا الموقف من اليابانيين يمكن تفهّمه بسهولة، وعادة ما يكون المحتجون من كبار السن وعددهم قليل.

وفي الواقع، ثمة دعم كبير لوجود الجيشين الأميركي والياباني في جزيرة أوكيناوا، وعلى الخصوص في الجزر الأخرى الواقعة على طول سلسلة جزر نانانسي شوتو، لكن من النادر أن تذكر التقارير الصحية هذه الحقيقة.

ولكن بمعزل عن المعارضة المحلية، ربما يكون العائق الأكبر هو ما يعرف بـ«عبء الأعمال». ومن المعروف في اليابان أن الحكومات المحلية تحصل على المال من الحكومة المركزية، مقابل السماح للجيش بالتدريب قرب الأماكن الخاصة بهم. وعندما يشتكي المرء ويتظاهر بمواجهة الصعوبات، فعندها ستتدفق عليه الأموال، وإذا اشتكى بما فيه الكفاية فسيتدفق عليه مزيد من المال.

نعم، إنه أسلوب للابتزاز، ولطالما يوافق عليه المسؤولون لأنهم دائماً كانوا يفعلونه دائماً، وهناك خوف مفرط من إمكانية تعرضهم للانتقاد. وفي الحقيقة، فإن الجيش الياباني ليس في وضع كي يبدأ بالشكوى. ويبتسم الأميركيون ويتحملون ذلك، ويحاولون تحريك الأمور إلى الأمام، لكنهم يلاحظون سراً مدى سخافة مغادرة اليابان غالباً، كي يتدربوا على حماية اليابان.

يبدو أن السياسة اليابانية هي المهمة، لكن عند النظر إلى الأمور من منظور الرأي العام الأميركي، فإن الأمر يكون كالتالي. تقول اليابان: «نريدكم أن تكونوا هنا لتموتوا من أجلنا عندما نفرقع بأصابعنا»، ولكن هذا الأمر ليس عادلاً تماماً، وهذه هي الطريقة التي يتم بها وصف الوضع.

وإذا لم تتمكن اليابان من تحمّل سفن البحرية الأميركية كي تستخدم أكثر من ميناء ياباني، أو الطائرات الأميركية كي تستخدم أكثر من مطار ياباني، فلن يكون التحالف قادراً على تحمّل التوتر الناجم عن مقتل الجنود الأميركيين بالآلاف من أجل اليابان التي لا تسمح لهم بالاستعداد بشكل جيد، من أجل حمايتها. غرانت نيوشام: دبلوماسي وضابط بحرية سابق عن «آسيا تايمز»

. بعض المعارضة اليابانية كانت مبدئية، كما أن المواطنين يعارضون جميع أشكال العمليات العسكرية. وبالنظر إلى التجارب المرعبة التي عاشتها اليابان في الحرب العالمية الثانية، فإن هذا الموقف من اليابانيين يمكن تفهّمه بسهولة. وعادة ما يكون المحتجون من كبار السن وعددهم قليل.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More