اخبار الامارات اليوم : رئيس الوزراء البريطاني يحصد نتائج عكسية في كل ما يفعله

اهلا بكم في موقع المصدر 7 الاخبارى

تبدو الحياة قاتمة هذه الأيام، بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك. ومع بقاء أسبوعين فقط على الانتخابات المحلية التي من المرجح أن تسير بشكل سيئ، بالنسبة لحزب المحافظين الحاكم، هناك شعور متزايد بأن سوناك هو رجل تنطبق عليه المقولة المتداولة: «في المنصب، ولكن ليس في السلطة».

ويقول سوناك، إنه سيُجري انتخابات عامة هذا العام، لكنه لم يؤكد موعدها بعد. والاعتقاد السائد هو أنه يظل متمسكاً بمنصبه لأطول فترة ممكنة، لتجنّب خسارة كارثية قد تُجبر حزبه على الدخول في مرحلة فقدان الأهمية السياسية لعقد من الزمن. ويعتقد سوناك أنه كلما مكث في منصبه لفترة أطول، زادت فرصه في تغيير الرأي العام.

وتتمثل مشكلة سوناك في أن كل ما يفعله يأتي بنتائج عكسية بطريقة ما. ولنأخذ مثالاً من هذا الأسبوع: حظر التدخين الذي اقترحه، والذي، إذا وافق عليه مجلس الشيوخ في البرلمان، سيكون جزءاً أساسياً من إرثه السياسي. ولم يتم التصويت عليه إلا من قِبل النواب، وحظي بدعم حزب العمال المعارض. وصوّت أعضاء حكومته، ومعظمهم ممن يتطلعون إلى منصبه، ضد هذا التشريع. وقد سخر منه أسلافه علناً.

انقسام المحافظين

وقال رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، للجمهور الكندي: «حزب ونستون تشرشل يريد حظر السيجار، وكما يقولون في كيبيك إنه مجرد جنون».

رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس التي أمضت الأسبوع الماضي في إلقاء القنابل اليدوية على سوناك، تحت ستار الترويج لكتابها الجديد، وصفت مقترح الحظر بأنه «مجرد تشريع يصبو إلى الفضيلة».

وفي المجمل، رفض نحو نصف نواب سوناك التصويت للخطة، وهو أمر مذهل مثير للانقسام بين المحافظين الذين اعتادوا أن يطلقوا على أنفسهم اسم الحزب الطبيعي للحكومة. وينفي حلفاء سوناك ذلك، لكن فكرة أن لديه سلطة على حزبه أو حكومته أو بلاده، أصبحت مثيرة للضحك بشكل متزايد.

ويبدو أن حظه تطور من سيئ إلى أسوأ. ففي هذا الأسبوع انخفض التضخم واقتربت سياسته الرئيسة المتعلقة بالهجرة من التحول إلى تشريع. وبدلاً من ظهور عناوين رئيسة في الصحف تروج لهذه النجاحات، هيمن إطلاق كتاب تراس على الأجندة السياسية لأيام عدة.

وبعض سوء حظه صنعه بنفسه. ففي الشهر الماضي، ترك نائب رئيس حزبه، لي أندرسون، حزب المحافظين لينضم إلى حزب الإصلاح البريطاني المنافس. وكان أندرسون حليفاً رئيساً لسوناك، وحقق للحزب ما لم يتمكن سوناك نفسه من تحقيقه.

أندرسون كان عامل منجم سابقاً من الطبقة العاملة، وينتمي إلى جزء من البلاد يصوت سكانه تقليدياً لحزب العمال المعارض. وفي الواقع، كان أندرسون سياسياً من حزب العمال. وقد دفع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى، العديد من ناخبي حزب العمال التقليديين إلى تبنّي أطروحات اليمين، ودعم العديد منهم حزب المحافظين في عام 2019.

وتم تعليق عضوية أندرسون في حزب المحافظين بعد إدلائه بتصريحات، حول عمدة لندن صادق خان، يعتقد سوناك أنها تجاوزت الحدود. وبعد فترة وجيزة، انشق أندرسون وانضم إلى حزب قد يشكل عقبة كبيرة أمام أداء المحافظين الجيد في الانتخابات المقبلة.

وبالطبع، كان من المفترض ألا يعين سوناك، أندرسون نائباً لرئيس الحزب، لأن أندرسون له تاريخ طويل في التصريح بأشياء مثيرة للجدل وإحراج مَن حوله. والآن يبدو قرار تعيين سوناك لأندرسون سخيفاً، حيث يقوم أندرسون بحملات علنية ضد رئيسه السابق بشكل يومي.

ولدى سوناك تصرفات خرقاء في تعيين أشخاص قد يسببون له الألم في ما بعد، فقد اضطر إلى إقالة وزيرة داخليته السابقة، سويلا برافرمان، بعد أن كتبت مقالاً في صحيفة تنتقد الشرطة، دون موافقة رئيس الوزراء. وبعد إقالتها اتهمت برافرمان سوناك بـ«الخيانة»، في ما يتعلق بسياسة الهجرة.

محافظ ناعم

وبمرور الوقت، تمرد عليه أعضاء من حزبه، حتى إنه لم يعد يتمتع بأي سلطة بين الناخبين الأكثر محافظة. ومن الغريب أن يُنظر إليه على أنه محافظ ناعم، مقارنة بشخص مثل جونسون، على الرغم من أن سياساته الشخصية – في العديد من القضايا – هي الطريق إلى يمين جونسون.

وبمرور الوقت، تآكلت سلطة سوناك، بشدة. وصرّح مسؤول حكومي سابق لشبكة «سي إن إن» بقوله: «يشعر المحافظون بأن مصيرهم الخسران بشكل عام، وليس هناك ما يمكنهم القيام به لإنقاذ أنفسهم. ولا يوجد طريق للرجوع، ويتضح ذلك في كل شيء. يبدو ريشي غير مرغوب فيه، وغريب بعض الشيء ومثير للغضب».

ويبدو أن استطلاعات الرأي لم تتحسن أبداً بشأن أداء سوناك وحزبه. وكل فعل إيجابي يأتي بثمن باهظ. ففي الأسبوع المقبل، من المحتمل أن تحظى سياسته المثيرة للجدل المتمثلة في إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا أثناء معالجة طلباتهم، بموافقة البرلمان أخيراً. ومع ذلك، كان التأثير الأكثر إلحاحاً لمشروع القانون، هو زيادة معابر القوارب الصغيرة نفسها التي يطالب سوناك بوقفها، بـ56% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وفقاً لوكالة «فرونتكس» الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي.

ويعرف المهاجرون أن مشروع القانون من المرجح أن يتم تمريره، وأنه سيكون من الصعب عليهم دخول المملكة المتحدة إذا تمت إجازته، لذا فإنهم يتدافعون الآن للدخول، لأنهم مازالوا قادرين على ذلك، لكن تأثير ذلك سيكون صعباً بالنسبة للناخبين الذين يريدون رؤية أن يعرف المهاجرون أن مشروع القانون من المرجح أن يتم تمريره، وأنه سيكون من أسباب انخفاض وتيرة الهجرة. والآن هناك زيادة بنسبة 56%، وهناك سياسة جديدة ليس أمامها وقت كافٍ لإحداث تغيير قبل الانتخابات المقبلة.

ربما هذا هو ما تبدو عليه الأشهر الستة المقبلة بالنسبة لسوناك. فقد يحاول تقديم تخفيضات ضريبية لتحسين وضعه، لكن لن يكون ذلك كافياً. وقد يلجأ إلى الاستعانة بما يسمى اللحوم الحمراء (اللحوم الحمراء هو مصطلح يستخدم في السياسة للإشارة إلى البيانات أو السياسات المصممة لجذب قاعدة حزب سياسي، أو لاستدرار استجابة عاطفية قوية من الناخبين)، لكن مثل هذه الخطوة قد تجلب له سخرية أشخاص مثل برافرمان وتراس، باعتبارها خطوة فاشلة.

يشار إلى أن تراس هي صاحبة أقصر فترة في منصبها كرئيسة للوزراء في تاريخ بريطانيا. ويرتبط إرثها إلى الأبد بالحس الكوميدي الذي راهن محرر إحدى الصحف على أنه سيدوم أكثر منها (وهذا ما حدث بالفعل). وعندما تسخر منك علناً، فلابد أن الأمور تكون سيئة حقاً.

• بعض سوء حظ سوناك صنعه بنفسه. ففي الشهر الماضي، ترك نائب رئيس حزبه، لي أندرسون، حزب المحافظين لينضم إلى حزب الإصلاح البريطاني المنافس. وكان أندرسون حليفاً رئيساً لسوناك، وحقق للحزب ما لم يتمكن سوناك نفسه من تحقيقه.

• يقول سوناك، إنه سيُجري انتخابات عامة هذا العام، لكنه لم يؤكد موعدها بعد. والاعتقاد السائد هو أنه يظل متمسكاً بمنصبه لأطول فترة ممكنة، لتجنّب خسارة كارثية قد تُجبر حزبه على الدخول في مرحلة فقدان الأهمية السياسية لعقد من الزمن.

Share


تويتر


This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More